{يُسَبّحُ لِلَّهِ مَا فِى السموات وَمَا فِي الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم} وقد قرئ الصفات الأربع بالرفع على المدح.{هُوَ الذى بَعَثَ فِى الأميين} أي في العرب لأن أكثرهم لا يكتبون ولا يقرؤون. {رَسُولاً مّنْهُمْ} من جملتهم أمياً مثلهم. {يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءاياته} من كونه أمياً مثلهم لم يعهد منه قراءة ولا تعلم. {وَيُزَكّيهِمْ} من خبائث العقائد والأعمال. {وَيُعَلّمُهُمُ الكتاب والحكمة} القرآن والشريعة، أو معالم الدين من المنقول والمعقول، ولو لم يكن له سواه معجزة لكفاه. {وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضلال مُّبِينٍ} من الشرك وخبث الجاهلية، وهو بيان لشدة احتياجهم إلى نبي يرشدهم، وإزاحة لما يتوهم أن الرسول تعلم ذلك من معلم، و{إن} هي المخففة واللام تدل عليها.{وَءاخَرِينَ مِنْهُمْ} عطف على {الأميين}، أو المنصوب في {يَعْلَمُهُمْ} وهم الذين جاؤوا بعد الصحابة إلى يوم الدين، فإن دعوته وتعليمه يعم الجميع. {لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ} لم يلحقوا بهم بعد وسيلحقون. {وَهُوَ العزيز} في تمكينه من هذا الأمر الخارق للعادة. {الحكيم} في اختياره وتعليمه.{ذلك فَضْلُ الله} ذلك الفضل الذي امتاز به عن أقرانه فضله. {يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ} تفضلاً وعطية. {والله ذُو الفضل العظيم} الذي يستحقر دونه نعيم الدنيا، أو نعيم الآخرة أو نعميهما.{مَثَلُ الذين حُمّلُواْ التوراة} علموها وكلفوا العمل بها. {ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا} لم يعملوا بها أو لم ينتفعوا بما فيها. {كَمَثَلِ الحمار يَحْمِلُ أَسْفَاراً} كتباً من العلم يتعب في حملها ولا ينتفع بها، ويحمل حال والعامل فيه معنى المثل أو صفة إذ ليس المراد من {الحمار} معيناً. {بِئْسَ مَثَلُ القوم الذين كَذَّبُواْ بئايات الله} أي مثل الذين كذبوا وهم اليهود المكذبون بآيات الله الدالة على نبوة محمد عليه الصلاة والسلام، ويجوز أن يكون الذين صفة للقوم والمخصوص بالذم محذوفاً. {والله لاَ يَهْدِى القوم الظالمين}.{قُلْ يا أَيُّهَا الذين هَادُواْ} تهودوا. {إِن زَعمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ الناس} إذ كانوا يقولون نحن أبناء الله وأحباؤه. {فَتَمَنَّوُاْ الموت} فتمنوا من الله أن يميتكم وينقلكم من دار البلية إلى محل الكرامة. {إِن كُنتُمْ صادقين} في زعمكم.